الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد:
فمن أجل نعم الله على حكام هذه البلاد المباركة توفيقهم لخدمة الإسلام، والاهتمام بنشر العقيدة الصحيحة، وبث الوعي الفكري السليم، وتأصيل المفهوم الحقيقي لسماحة الإسلام ورحمته، ومن مفاخرهم الزاخرة إنشاء الجامعة الإسلامية ، حيث أنشئت لتكون مؤسسة عالمية في غايتها تقوم على خدمة الإسلام ونشر علومه ومعارفه وحفظ تراثه وتبليغ رسالته الخالدة إلى العالم كله ؛ وتثقيف طلاب العلم المسلمين من شتى أنحاء العالم وتكوين الفقهاء والعلماء المتخصصين في العلوم الإسلامية والعربية وإعداد البحوث والدراسات العلمية في مجالات العلوم الإسلامية والعربية وسائر العلوم وفروع المعرفة الإنسانية التي يحتاج إليها المجتمع السعودي والمجتمع الإسلامي.
فاستقطبت الجامعة منذ إنشائها عام 1381هـ إلى اليوم عشرات الآلاف من طلاب العلم من شتى أقطار المعمورة، وتخرج فيها ما يزيد عن عشرين ألف خريج عادوا إلى أقطارهم دعاةَ خير وسلام، يحملون ميراث النبي صلى الله عليه وسلم ، قامت الجامعة برعايتهم والعناية بهم من حيث التعليم والتثقيف والإسكان والإعاشة والعلاج وتنقلاتهم من وإلى الحرم النبوي الشريف، وشملت الرعاية توفير تذاكر سفرهم من بلدانهم إلى الجامعة عند قبولهم ومن الجامعة إلى بلدانهم عند تخرجهم إضافة إلى التذاكر ذهاباً وإياباً في نهاية كل عام دراسي ليقضوا الإجازة الصيفية بين أهلهم وذويهم، وتسعى الجامعة إلى تأصيل الفكر الإسلامي المعتدل في منهج تعاملهم ودعوتهم إلى الله حتى يكونوا لَبناتٍ صالحة تسعى إلى إعمار بلدانهم ونفع مجتمعاتهم وتجسيد معالم الإسلام ومحاسنه وسماحته وحبه للخير قولاً وعملاً.
ومن المعلوم أن نظام الجامعة يُتيح لأهل الخير من رجال الأعمال وغيرهم الإسهام في دعم التعليم الجامعي وذلك بقبول التبرعات والوصايا والأوقاف لتكون أحد موارد الجامعة.
ولمّا كان من تشريف الله تعالى للجامعة الإسلامية أن كانت في المدينة النبوية، مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم التي هي من أحب البقاع إلى الله سبحانه وتعالى، حيث المسجد النبوي الشريف، ومنها انتشر الخير ، وكانت ولا تزال لها الريادة في مشاريع الخير من أوقاف وأعمال بر .
وكان المسلمون في شتى أرجاء المعمورة يحرصون على أن تكون لهم أوقاف فيها أسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ـ رضي الله عنهم ـ، وسلف الأمة الصالح من بعدهم.
وإحياءً للسنة النبوية الشريفة، وسعياً من الجامعة الإسلامية لتحقيق المفهوم السامي للوقف في الإسلام والاضطلاع بمكانتها الريادية في العالم الإسلامي؛ جاءت فكرة إنشاء وقف باسم : (أوقاف الجـامعــة الإسـلاميــة) وعرضه على مجلس الجامعة الإسلامية في جلسته الأولى المنعقدة بتاريخ 3/9/1428هـ واتخذ القرار رقم (16/1428/1429) القاضي بالموافقة على مشروع أوقاف الجامعة الإسلامية واللائحة المنظمة له.