كلية القرآن الكريم

"الروايات الواردة عن عثمان رضي الله عنه في وجود لحن في القرآن تقيمه العرب بألسنتها" على طاولة برنامج تكامل

ضمن برنامجها التي تعتني فيه الكلية بطلاب الدراسات العليا والموسوم بـ(تكامل) أقامت كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية حلقة النقاش السابعة والعشرين بعنوان: "الروايات الواردة عن عثمان رضي الله عنه في وجود لحن في القرآن تقيمه العرب بألسنتها"، وذلك ضحى يوم الثلاثاء الموافق 15 / 6/ 1438ه.

أدار الحلقة فضيلة أ.د. أحمد محمد مفلح القضاة، الأستاذ بقسم القراءات، وقد شارك عدد من الطلاب في تقديم أوراق عمل حول موضوع الحلقة، وهم كل من: أبكر أحمد إبراهيم، وخليل بن محمد الطالب، وفريدو حسين، وقد تناول الباحثون هذا الموضوع من عدة نقاط منها: تعريف اللحن المذكور في هذ الأثر، وقيل هو الخطأ والميل عن الصواب وقيل: هو الرمز والإشارة إلى الحرف المحذوفة، والكلمات التي خالف لفظها رسمها، وقيل هي القراءة واللغة؛ ومنها ذكر الروايات الواردة في هذا الأثر.

وقد أشار أحد الباحثين إلى أن مجمل الروايات التي بلغنا بها هذا الأثر من أربعة طرق وهي: طريق هارون بن موسى عن الزبير بن الخريت عن عكرمة، وطريق إسماعيل عن الحارث بن عبد الرحمن عن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر القرشي، وطريق عمران بن داور القطان عن قتادة عن نصر بن عاصم الليثي عن عبد الله بن فطيمة عن يحيى بن يعمر، وطريق شبابة بن سوار عن أبي عمرو بن العلاء عن قتادة، وبين بعد ذلك أقوال العلماء في هذا الأثر، وأشار إلى أقوال العلماء حول هذا الأثر الذي نسب إلى سيدنا عثمان رضي الله عنه والذين حكموا بعدم صحته، وذلك لوجوه منها: أن العقل السليم لا يصدق أن سيدنا عثمان رضي الله عنه الذي جمع الأمة على مصحف واحد يقتدى به؛ يترك لتلك الأمة خطأ في نفس المصحف يتولى تغييره من يأتي بعده، وكذلك الضعف في بعض رواة الأثر، وعدم اللقيا بين الراوي وشيخه، واختلاف الروايات الواردة في المتن، وغيره من الأمور التي تؤدي إلى ضعف هذا الأثر.

وأوضح أحد الباحثين أن للعلماء مسلكًا آخر في دراسة هذه الروايات، وهو: مسلك التوجيه والتأويل، على تقدير صحة هذا الأثر فإن اللحن المذكور فيه يحمل على الرمز والإشارة إلى الحروف المحذوفة، والكلمات التي خالف لفظها رسمها، أو القراءة واللغة، وليس المراد به الخطأ الذي ضده الصواب.

ثم ختم فضيلة أ.د. أحمد القضاة، الجلسة بالتعليق على ما دار فيها، وأتاح المجال للاستفسارات والمداخلات، وتولى الإجابة عنها.