كلية القرآن الكريم

"التضمين في القرآن الكريم"... على طاولة برنامج (تكامل)

أقامت كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية ضحى يوم الثلاثاء الموافق 8/ 6/ 1438هــ حلقة النقاش (24) من حلقات برنامج (تكامل) بعنوان: "التضمين في القرآن الكريم (مفهومه - مدارسه - أشهر المعتنين به من المفسرين)" أدارها فضيلة د.المثنى عبد الفتاح محمود، الأستاذ المشارك بقسم التفسير وعلوم القرآن.

استهل اللقاء بمناقشة مفهوم التضمين وأنه: إشرابٌ لفظٍ معنى لفظ آخر لدليل، وبين أن الدليل تارة يكون لفظيًا وتارة يكون معنويًا، وأفاد فضيلته أن أول من ذكر التضمين كمصطلح هو الإمام الرماني، وجعله على قسمين: إخبار وقياس، إلا أنه لا يريد التضمين المعروف عند المتأخرين، وأن الإمام الباقلاني استفاد منه في كتاب الإعجاز، وبين أن أول من ذكر التضمين على المعنى المعروف هو: سيبويه.

وجرى النقاش حول محل التضمين وأنه يكون في الأسماء التي فيها روح الفعل تارة، وفي الأفعال تارة أخرى، أما الحروف فلا تضمين فيها، وأوضح فضيلته الفرق بين التناوب في الحروف والقول بالتضمين، وقال فضيلته: "إن التضمين قائم على التقدير والتذوق، والتناوب قائم على القياس والدارج في العادة اللغوية".

وجرى في الحلقة تناول مجموعة من أمثلة التضمين مع تحليلها، وظهر للطلاب من خلالها اختلاف المفسرين في تقدير الأفعال المضمنة، وأكد فضيلته أنه قد يُضَمَّن أكثر من فعل ويجوز حملها عليها جميعاً إذا كان السياق يحتملها؛ لأن التضمين قائم على السعة الدلالية، إذ هو لون من ألوان الإيجاز، وبه يظهر الإعجاز القرآني، ونقل فضيلته من لطائف ابن عاشور: أن التضمين يوازي تعدد القراءات.

يذكر أن هذه الحلقة تأتي في إطار سعي الكلية إلى الرقي بطلاب الدارسات العليا، وتوسيع مداركهم، وتنمية مهاراتهم، وحثهم على سعة الإطلاع.