كلية القرآن الكريم

أ.د. أحمد القضاة يدير حلقة النقاش (21) ضمن برنامج تكامل بكلية القرآن

سعيا في تنمية ملكة طلاب الدراسات العليا وتوسيع مداركهم، وإلقاء الضوء على أبرز الموضوعات التي تختص بالقرآن وعلومه، أقامت كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية ضمن برنامجها الموسوم بــ(تكامل)، حلقة نقاش بعنوان: "موقف الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من الجمع العثماني"، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 1/ 6/ 1438هـ.

أدار الحلقة فضيلة أ.د. أحمد بن محمد مفلح القضاة، الأستاذ بقسم القراءات.

افتتح فضيلته الحلقة بجملة من الإشارات التي تختص بموقف الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من الجمع العثماني، ثم أتاح المجال للاستماع إلى مشاركات الطلاب ومناقشتها مناقشة علمية، تتحقق بها الأهداف المرجوة من الحلقة، مبينا الهدف الأسمى وهو الوصول بتلك المناقشات إلى الحقيقة العلمية .

وذكر أن جمع القرآن حفظا وكتابة قد تم في عهد النبوة وفي عهد أبي بكر الصديق وعثمان بن عفان رضي الله عنهما، وبين أن الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود يعد من أكثر الصحابة ملازمة للنبي صلى الله عليه وسلم، ثم عدَّد جملة من فضائله ومناقبه رضي الله عنه، ومنها: أنه رضي الله عنهحفظ سبعين سورة تلقاها من فِـي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأوضح أن ابن مسعود رضي الله عنه بدا منه الاعتراض على المصاحف العثمانية، عندما وصلت نسخة منها إلى الكوفة.

وأوضح أن اعتراض ابن مسعود رضي الله عنه على المصاحف العثمانية؛ كان بسبب الطلب الذي يقضي بإحراق المصاحف الأخرى غير المصاحف التي اعتُمدت بعد الجمع العثماني، ومنها مصحفه رضي الله عنه، فرفض هذا الأمر ابتداء؛ لتمسكه بما دوَّنه وتلقاه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن هذا في حد ذاته يُعَد محمدة وميزة لهذا الصحابي الجليل، و ثبت عنه أنه تراجع عن هذا الأمر وأحرق مصحفه، ويدل على ذلك أن أسانيد قراء الكوفة تمر بابن مسعود رضي الله عنه.

عقب ذلك بين فضيلته أسباب اختيار عثمان بن عفان رضي الله عنه لزيد بن ثابت، وذكر من أهمها: أن أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما قد قدماه في الجمع الثاني وكان ابن مسعود في المدينة حينها، وكذلك أن زيد بن ثابت عالم بالكتابة وهو من كُتَّاب الوحي، وابن مسعود رضي الله عنه عالم بالأداء أكثر من كتابة المصحف.