اختتمت مساء اليوم أعمال "ملتقى خريجي الجامعات السعودية في روسيا وآسيا الوسطى"، الذي شارك فيه أكثر من ٢٦٠ أكاديميًا، وباحثًا من خريجي الجامعات السعودية، بتنظيم الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وبالتعاون مع جامعتي طيبة وجدة، لمدة ثلاثة أيام بالعاصمة القرغيزية بشكيك خلال الفترة ١٩ - ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤م، قدّم فيه نخبة من خريجي الجامعات السعودية من بلدان روسيا وآسيا الوسطى أوراق عمل بحثية تثري محاورها، وتخدم أهدافها، بالإضافة للأنشطة المصاحبة للملتقى من محاضرات وندوات ولقاءات ودورات تدريبية.
وتقدم المشاركون في الملتقى عبر البيان الختامي بخالص الشكر والامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وسمو ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، لموافقتهم الكريمة على إقامة الملتقى، واهتمامهم بأبناء المسلمين حول العالم وبخاصة خريجي الجامعات السعودية، وتوفير سبل الالتقاء بهم، والتواصل معهم، وتشجيعهم على مواصلة مسيرتهم العلمية والعملية، كما عبر المشاركون عن شكرهم وعرفانهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين على ما يجده الحجاج والمعتمرون والزوار، من عناية فائقة ورعاية عظيمة للأماكن المقدسة.
وثمّن المشاركون في الملتقى، ما قامت به المملكة العربية السعودية من أعمال جليلة في مجال تعليم ورعاية طلاب روسيا وآسيا الوسطى، كما نوّهوا بدور وزارة التعليم والجامعات السعودية في تنظيم الملتقى وإثرائه بالمشاركات والمناقشات القيمة التي قدمها المشاركون خلال انعقاده، مشيدين بجهود المملكة في نشر الإسلام الحق، والدفاع عنه، وبيان وسطيته واعتداله، وحثّ كل منتسب لها ودارس في مدارسها وجامعاتها على تعلْم ذلك، وتعليمه، والعمل به. وأكد الملتقى على أهمية تعزيز الهوية الإسلامية وترسيخها، والالتزام بالمنهج المنضبط للحوار المثمر البناء بين الثقافات المختلفة، والإفادة منه فيما يخدم الإسلام والمسلمين من خلال نشر العلم الصحيح، والعناية باللغة العربية؛ لتكون جسراً للتواصل مما يساهم في نشر مفاهيم الإسلام الصحيحة ويحسن صورة المسلمين، ويمنع موجات التطرف والغلو.
وتضمنت توصيات الملتقى ضرورة توعية المسلمين بمخاطر الأفكار الضالة المنحرفة ووسائلها وأساليبها الخطيرة، وتكثيف الجهود في التصدي لها ومكافحتها بالعلم والبيان والحجة والبرهان، كما نبّهت على دور المناهج التعليمية في التحصين الفكري، وضرورة تحديثها بما يتوافق مع قضايا العصر وتحدياته، مع المحافظة على الهوية الإسلامية فيها. ودعا الملتقى إلى ضرورة التعايش بين المسلمين وغيرهم في البلدان التي يعيشون فيها، وأهمية تقديم الصورة الحسنة من خلال حسن التعامل والجوار.
وحثت توصيات الملتقى، على تعزيز أدوار الخريجين؛ لإنشاء محتوى رقمي هادف ينشر المنهج الوسطي ويحارب الفكر المتطرف، كما أكدت على ضرورة تدريب الأئمة والخطباء على استخدام التقنيات الحديثة؛ لتوجيه الشباب لما يعود عليهم بالخير والنفع. وأوصى الملتقى بإنشاء معاهد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في دول روسيا وآسيا الوسطى تخرّج كوادر مؤهلة تسهم في تعزيز اللغة العربية، والفهم الصحيح لدين الإسلام، وحضارته، وتاريخه، والثقافة العربية بشكل عام، كما أوصى بإنشاء مركز ثقافي في جمهورية قرغيزستان، يقوم على نشر الوسطية والاعتدال، وثقافة التسامح والسلام، ونشر اللغة العربية، وترجمة معاني القرآن الكريم وكتب الحديث النبوي الشريف بلغات بلدانهم.
ودعا الملتقى إلى عقد ملتقيات دورية لخريجي الجامعات السعودية في عدد من الدول، نظراً لكثرة التحديات المقتضية لاستمرار التواصل، ولما لإقامة هذه الملتقيات من أثر إيجابي في نفوس الخريجين، ومدّ جسور التواصل والتعاون الدولي بين خريجي الجامعات السعودية من القيادات التعليمية من جهة، والجامعات السعودية من جهة أخرى.