قال مشاركون في الجلسة الثالثة من المؤتمر العالمي (حقوق الصحابة وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وفضلهم) والذي تنظمه الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة خلال المدة من 13 ـ 14 شعبان 143هـ ، إن المراد من عدالة الصحابة هو عدم تعمدهم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه ليس المقصود أنهم معصومون من المعاصي أو السهو أو الخطأ.
ورأس الجلسة معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي.
تضمين المناهج
في البداية أكد الدكتور مفرح بن سليمان القوسي أستاذ الثقافة الإسلامية بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على ضرورة تضمين عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه في مناهج التعليم في مختلف مراحله في الدول الإسلامية. داعيا منظمة التعاون الإسلامي إلى تبني مشروع قرار يجرم الإساءة إلى الصحابة وآل البيت وأمهات المؤمنين ومعاقبة المسيئين إليهم.
علماء شباب
في حين أوصى الدكتور محمود محمد عبدالجواد أستاذ الحديث الشريف وعلومه بجامعة الجوف بإنشاء موقع الكتروني إسلامي عالمي موحد، يعمل به علماء للتواصل مع شباب الأمة لمواجهة الأفكار الشاذة على أن يحلق به مرصد لجمع المتغيرات والفلسفات المنحرفة المستجدة.
كلهم عدول
فيما شدد الدكتور هشام يسري العربي أستاذ الفقه وأصوله المساعد بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة نجران على أن جميع الصحابة عدول سواء من لابس الفتن منهم ومن لم يلابسها حيث إنهم خير الأمة بعد نبيها وأن النصوص الواردة في فضلهم أكثر من أن تحصى. مبينا أن عدالة الصحابة تقتضي قبول جميع مروياتهم من غير تكلف البحث عن أحوالهم كسائر الرواة.
مغزى حضاري
وقال الدكتور أحمد محمد الخاطب أستاذ التعليم العالي بمؤسسة دار الحديث الحسنية بمملكة المغرب إن أكثر ما يعاب على الدراسات التاريخية للفتوحات الإسلامية في شمال أفريقيا هو تجريدها من المغزى الروحي أو الحضاري، واعتبارها غزوات عسكرية مادية مجردة على غرار غزوات الرومان والوندال والبيزنطيين التي تعرضت لها هذه البلاد من قبل.
تعايش سلمي
وأبانت الدكتور هيلة بنت عبدالرحمن السهلي عضو هيئة التدريس بكلية الآداب بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن أن الصحابة رضي الله عنهم لم يُكرِهوا سكان البلاد المفتوحة خلال الفتوحات الإسلامية على التخلي عن معتقداتهم الأصلية، مما ظهرت مظاهر التعايش السلمي مع الطوائف غير الإسلامية التي تقوم على حرية المعتقد وتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي وتحقيق عدالة القضاء والأحكام.
وقالت بأن تعايش الصحابة مع أهل الملل والنحل الأخرى كان تعايشا وسطيا لا يجامل ولا يحابي الطرف الأخر على حساب تعاليم الدين الإسلامي ومسلماته ولا غلو ولا تطرف يهضمان الحقوق ويسيء المعاملة. مشيرة إلى أن هذا التعايش السلمي عزز مبدأ الوسطية في الإسلام مما كان له آثر إيجابي انعكس على تلك الطوائف ودفعهم إلى اعتناق الإسلام بسبب حسن التعامل.
أمهات المؤمنين
ولفتت الدكتور أسماء خليفة الشبول عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة اليرموك بمملكة الأردن إلى ضرورة تضمين المناهج الدراسية لسير أمهات المؤمنين عامة والسيدة خديجة بنت خويلد خاصة ليكن القدوة والمثل للمسلمات.وأوضحت الباحثة في بحث علمي عن جهود السيدة خديجة في خدمة الإسلام إلى أن سيرتها تعد مثالا يحتذى به ومدرسة تربوية لكل الزوجات والأمهات.
نيات خبيثة
وأفاد الدكتور عبدالناصر عبدالجليل محمد موسى أستاذ الحديث المساعد بكلية أصول الدين بجامعة الإنسانية بماليزيا بأن المراد من عدالة الصحابة هو عدم تعمدهم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه ليس المقصود أنهم معصومون من المعاصي أو السهو أو الخطأ. مشيرا إلى أن الطعن في عادلة الصحابة يقصد به الطعن في الإسلام عموما فالطعن في الناقل طعن في المنقول وهم من نقلوا إلينا القرآن والسنة. وقال بأن الزنادقة الطاعنين في عدالة الصحابة لهم نيات خبيثة والجرح بهم أولى من تصديقهم. مضيفا بأن من سب أحد الصحابة فهو فاسق ومبتدع بالإجماع.