ضمن
ضمن برنامجها العلمي (مجالس أكاديمية) أقامت كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية، المجلس العشرين بعنوان: "مناهج المفسرين في القراءات – تفسير الحافظ ابن كثير أنموذجاً –"، والذي قدمه فضيلة أ.د.حسين بن محمد العواجي، الأستاذ بقسم القراءات، وذلك يوم الأربعاء 8 / 3 / 1438هـ بعد صلاة العشاء.
ابتدأ فضيلته بمقدمة عرض فيها أهمية الموضوع وفائدته، مبيناً علاقة المفسر بالقراءة التي أوردها في تفسيره، والتي هي جزء من منهج أي مفسر حتى وإن لم يبين ذلك، وصرح بأن المغاربة خاصةً اعتنوا بذكر الرواية التي اعتمدها المفسر، وأن جُلَّ طبعات تفسير ابن كثير المطبوعة لم يعتنِ محققوها بالرواية التي أوردها المصنف.
ثم ذكر فضيلته سبب اختيار الموضوع وذلك لما في كتب التفسير من ذكر للقراءات، وأشار إلى أن هذا يوضح مدى أهمية القراءات للمفسر، ونوه إلى ضرورة تناول الباحثين لمناهج المفسرين في ذكرهم للقراءات، وأضاف أن مثل هذه البحوث تبرزُ جهود المفسرين في القراءات، حتى أنك تجد البعض منهم مُسنِداً . وعن سبب اختياره للموضوع حول تفسير ابن كثير، يرجع إلى ما لَقِيَهُ الكتابُ من عنايةٍ كبيرة.
ثم عرج فضيلته بسرد عدة نقاط دار حولها البحث، منها: منهج الحافظ ابن كثير في إيراد القراءات؛ وخلال حديثه بيّن أن ابن كثير ليس له منهج في إيراد القراءات، لأنه لم يُلزِم نفسَهُ به، كما أنه لم يعتنِ إلا بذكر القراءات الفرشية، وبين أن ابن كثير -رحمه الله- ينصُّ على القراءات التفسيرية.
أتبع فضيلته ذلك بذكر منهج ابن كثير -رحمه الله- في ضبط القراءات: وبيّن فيه فضيلته بعضاً من أساليب ابن كثير في ضبط القراءات، وأنه كان يضبطها رسماً ووصفاً أو بأحدِهِما.
ومما بينه فضيلته : منهج ابن كثير -رحمه الله- في نسبة القراءات؛ فذكر أن من منهجه عَزْوَ القراءاتِ إلى الصحابة إلا مواضعَ يسيرة، وأنه استفاد من 217 مصدراً في كتابه عامة، ولم يعتمد إلا على قليل من مصادر القراءات.
وتطرق لمنهج ابن كثير -رحمه الله- في توجيه القراءات، ومنهجه في اختيار القراءات ، وختم فضيلته بذكر النتائج والتوصيات، وفتح المجال للمداخلات والاستفسارات، وتفضل بالإجابة عليها.
هذا وقد حضر اللقاء فضيلة عميد الكلية، وعدد من أعضاء هيئة التدريس، وجمعٌ من طلاب الدراسات العليا وطلاب البكالوريوس.
من جهة أخرى وضمن سلسلتها العلمية (التعريف بكتب الدراسات القرآنية)، أقامت كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية ضحى يوم الاثنين الموافق 13/3/ 1438هـ اللقاء الخامس والثلاثين، بعنوان: "التبيان في أيمان القرآن" للإمام أبي عبدالله محمد بن أبي بكر بن أيوب بن قيم الجوزية، قدم اللقاء فضيلة الشيخ: حسن بن محمد العوفي، المحاضر بقسم التفسير وعلوم القرآن، ابتدأ فضيلته اللقاء بذكر أهمية الكتاب مبيناً أن الكتاب جامع لعلوم القرآن، وأنه من أنفس الكتب التي تحدثت في ذلك.
ثم تناول فضيلته بيان منهج الكتاب، وذكر أن الإمام ابن القيم رحمه الله بدأ الكتاب بمقدمة تأصيلية للقَسَمِ في القرآن الكريم، ثم عرض ما جمعه من القَسَمِ في القرآن، ولم يرتضِ فضيلته تسمية الكتاب بالتبيان في أيمان القرآن، ورأى أن الأصح تسمية الكتاب بالتبيان في أقسام القرآن؛ لأن المؤلف نصّ على ذلك، وأيضاً للفرق الدلالي بين اليمين والقسم، وبين فضيلته معنى القسم لغةً واصطلاحاً، وبين حال العرب مع القسم وأنه كان عظيماً في نفوسهم.
وعرض فضيلته آراءَ العلماء وأقوالهم في الثناء على الكتاب، مبيناً أن هذا الكتاب أولُ كتاب أُلف في التفسير الموضوعي، ويكاد أن يكون فريداً في وحدته الموضوعية، وكل من جاء يكتب في هذا الموضوع عالة عليه.
وبين فضيلته عناية العلماء بهذا الكتاب اختصاراً ونقداً، ووصف استطرادات ابن القيم في كتابه بأنه استطراد مقصود وفريد في نوعه لأهميته، ومن الأمثلة على استطراده، وذكر مثالاً على استطراده رحمه الله في قوله تعالى: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون).
ثم ختم فضيلته اللقاء ببيان أفضل الطبعات للكتاب وهي طبعة مجمع الفقه الإسلامي، ثم تفضل بالإجابة عن أسئلة الحضور، وأوصى الحضور باقتناء كتب ابن القيم وخاصة فيما يتعلق بعلوم القرآن .