أخبار الجامعة الإسلامية

كلية اللغة العربية ضمن برنامج تواصل الثقافي تقيم محاضرة : أضداد أبي تمام في اللغة العربية

أخبار عامة 11/3/2016 2:02:26 PM 0

أقامت كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية ضمن برنامج تواصل الثقافي محاضرة بعنوان : (نوافر الأضداد في شعر أبي تمام – قراءة نقدية) صباح الأربعاء 2 صفر 1438هـ، ألقاها فضيلة الدكتور/ خالد بن فرحان البداينة.




وتحدث البداينة في مستهلها عن العصر العباسي والظرف السياسي الذي عاش فيه أبو تمام كمدخل لدراسة المؤثرات في شعره؛ ونبّه على أهمية دراسة تلك العوامل المحيطة التي تلقي بظلالها على التجربة الشعرية للشاعر.
وقال المحاضر: إنّ العصر العباسي كان عصر الأضداد ولا نعتسف إن قلنا إنه كان خير العصور وشر العصور، وكان زمن الضياء وزمن الظلمة، وكان ربيع الأمل وشتاء اليأس إذ حوى كل المتناقضات.
ثم تطرق إلى بعض أوصاف أبي تمام, فيقول إن سمته البارزة فيها هي التقلب فمرة كان كريم ومرة بخيلا ومرة متدينا ومرة زنديقا, ولهذا اختط لنفسه ثنائية الأضداد, وتميز بصوره التي وصلت حد التعقيد وعابوها عليها, فهو مولع بالأضداد. وقد حولها إلى منظر زاه, وقد أورد فضيلة الدكتور أمثلة على ذلك, وصفها بأنها فلسفية وصلت حد التعقيد، وهو أحيانا يحاول عقد صلح بين المتناقضات, وهو ما دفع الناس إلى اعتبار شعره مستغلقا, وهو يرى أنهم ليست لديهم المعرفة الكافية لفهمه.
وأضاف : في مديحته الشهيرة (فتح عمورية) أعطاه المعتصم عن كل بيت ألف درهم, وهذه القصيدة بناها أبو تمام على الأضداد, وقد وصفه الدكتور بأنه شاعر عالم, فهو مؤلف الحماسة, ولشدة ذكائه توقع الناس رحيله عاجلا ولهذا لم يعمر كثيرا, وقد لجأ إلى هذا التضاد الفلسفي لإظهار براعته ومستوى ذكائه وفكره الغواص.
ولقد وعى الشاعر مهمته جيداً بالائتلاف بين المختلفات والجمع بين المتضادات لإظهار براعته الشعرية، لذا وصفه شوقي ضيف : بأنّه شاعر التضاد الفلسفي، ومصطلح الأضداد لم يطلقه النقاد وإنما أبو تمام بنفسه هو من أطلقه, فقد أورده في امتداحه آل دؤاد :
لاعَدَمْتُمْ غَريب مَجْدٍ رَبَقْتُمْ في عُرَاهُ نَوافرَ الأَضْدَاد
واستعرض فضيلة الدكتور مزيدا من الأبيات سبيلا إلى توضيح هذه الظاهرة ومن ذلك قوله :
شَرسْتَ بَلْ لِنْتَ بَلْ قانَيْتَ ذَاكَ بِذا فأَنتَ لاَشكَّ فيكَ السَّهْلُ والجَبَلُ
مورداً الشراسة والليونة والسهل والجبل, وحول هذه الأضداد إلى مديح.
وعن موقف النقاد من هذه الظاهرة قال البداينة: إنهم اعتبروا أنهم أمام مذهب جديد يخالف كل ما عند الشعراء, وهذا عائد إلى مفهوم الشعر عند أبي تمام, لأنّه عنده صناعة عقلية فأساس العملية الفنية عنده المزاوجة بين العقل والشعور، وغاية الشعر عنده أنّه للخاصة لا العامة.