استيفاء المعايير الدولية في فترة وجيزة
عميد كلية الحاسب الآلي بالجامعة الإسلامية: الحصول الـ (ABET) يزيد فرص التوظيف للخريجين
بالرغم من أن مسيرة كلية الحاسب الآلي ونظم المعلومات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة والتي صدر قرار إنشائها في عام 1431هـ، بدأت قبل خمس سنوات وخَرّجت أول دفعة من طلابها العام الماضي؛ إلا أنها استطاعت خلال هذه الفترة أن تحقق إنجازًا فريدًا من نوعه سبقت به مثيلاتها، بالحصول على الاعتماد البرامجي الأكاديمي الدولي (ABET) لجميع برامجها (علوم الحاسب، نظم المعلومات، وتقنية المعلومات).
وأوضح عميد الكلية الدكتور تركي بن محمد الغامدي أنه منذ أول يوم تأسست به كلية الحاسب الالي ونظم المعلومات كان هم إدارة الجامعة والكلية معًا تحقيق الجودة والتميز على مستوى برامج الكلية وفق أطر ومعايير عالمية لضمان جودة المخرجات وزيادة فرص عمل الخريجين. مضيفًا أنه كان من أهم مشاريع الخطة الاستراتيجية للجامعة هو حصول برامج الكلية على الاعتماد الدولي من الهيئة الأمريكية (ABET) والتي تعتبر من أشهر وأعرق الهيئات التخصصية لضمان جودة المخرجات للبرامج الأكاديمية في مجالات الهندسة والحاسب والتقنية حيث اعتمدت آلاف البرامج في مئات الجامعات العريقة على مستوى العالم.
ويروي الدكتور الغامدي قصة الإنجاز قائلاً: بدأت رحلة الحصول على الاعتماد بدراسة وتحليل معايير الاعتماد الدولي التسعة المطلوبة والتي تُعنى بجميع الجوانب الأكاديمية والادارية للبرامج (الطلاب، أعضاء هيئة التدريس، الخطط الدراسية، التقويم المستمر، وغيرها)، حيث تم وضع خطة عمل لثلاث سنوات لتحقيق جميع متطلبات الاعتماد بالعام الدراسي وذلك مع تخريج أول دفعة من طلاب الكلية.
وأبان بأنه تم تنفيذ مهام الخطة وفق إطار زمني وهدف واضح وهو تحقيق أعلى المعايير العالمية في الجودة لخريجي الكلية، وقد اشتملت المهام على نشر ثقافة الجودة والاعتمادالأكاديمي من خلال برامج ورش عمل مقدمة لجميع المستفيدين ومن خلال حضور مؤتمرات خارجية وورش خارجية متعلقة بالجودة والاعتماد الأكاديمي. لافتًا إلى أنه تم تشكيل فرقالعمل حسب المعايير المطلوبة وبناء على رغبة وميول كل عضو من أعضاء هيئة التدريس وتم توزيع المهام المطلوبة على الفرق، ومن أهم اللجان والوحدات التي تم تشكيلها هي: وحدة الإرشاد الأكاديمي والخدمات الطلابية للعناية بجميع الأمور والاليات المتعلقة بالطلاب، لجنة المناهج للعناية بالمناهج الدراسية والمقررات، لجنة التقييم والتقويم لمتابعة قياس نواتج التعلم والخطط التحسينية المنبثقة منها، لجنة التخطيط الاستراتيجي لإعداد الرسالة والاهداف والغايات ومتابعتها، لجنة الموارد والمصادر للتأكد أن جميع الموارد والمصادر ملائمة لمتطلبات البرنامج.
وأشار عميد كلية الحاسب الآلي ونظم المعلومات بالجامعة الإسلامية إلى أنه تم تحديد المهام والمسؤوليات المطلوبة من جميع المستفيدين الرئيسين (سوق العمل، الطلاب، أعضاء هيئة التدريس وغيرها) في تقويم وتطوير البرامج الأكاديمية، كما تم إعداد رؤية ورسالة والغايات والأهداف التعليمية ونواتج التعلم لكل برنامج من خلال إشراك جميع المستفيدين الرئيسيين وبمايتوافق مع رسالة الجامعة والإطار الوطني للمؤهلات ومتطلبات هيئة التقويم. مضيفًا أنه تم مراجعة الخطة الدراسية والمقررات بناء على متطلبات الاعتماد وبما يتوافق مع الإطار الوطنيللمؤهلات ومتطلبات هيئة التقويم وذلك لضمان جودة التعليم والتعلم.
وذكر بأن إعداد خطة التطوير المستمر جرى بناء على قياس نواتج التعلم والمتعلقة بمعارف ومهارات الطلاب المكتسبة من البرامج، حيث تم قياس نواتج التعلم كل فصل باستخدام نظام إلكتروني (إيفال تولز) والذي سهل عملية جميع المعلومات بخصوص نواتج التعلم على مستوى المقررات والبرامج، وإدارة الخطط التحسينية وسبل تنفيذها ومتابعتها.
وأبان الدكتور تركي الغامدي بأنه تم إعداد وتطبيق جميع الاليات والسياسات والأدلة المتعلقة بالشؤون الطلابية، وتقييم لجميع الموارد والمصادر المطلوب توفرها في مساعدة الطلاببتحقيق نواتج التعلم، وإعداد وتطبيق جميع الاليات والادلة المتعلقة بأعضاء هيئة التدريس من سياسة التوظيف وبرامج التهيئة للأعضاء الجدد والتطوير المهني وغيرها، وتطبيقالممارسات المطلوبة لاستيفاء المعايير التسعة لاعتماد (ABET) مع جمع الأدلة والشواهد على ذلك.
وأفاد بأن فريق المحكمين الدوليين زار الكلية بين الفترة 21-23 نوفمبر 2017 وقد أشاد بالنظام الأكاديمي المتميز التي تم تطبيقه بناء على متطلبات الاعتماد البرامجي الدولي الأكاديمي، ليتم منح الكلية الاعتماد البرامجي الأكاديمي الدولي حتى سبتمبر 2024م.
وعن فوائد الاعتماد بين عميد الكلية بأن الحصول على اعتماد (ABET) يعود بالنفع على الجميع، فمن فوائده التحقق من جودة التعليم بما يتوافق مع المعايير المهنية، وتزويد الطلاب بتعليم جيد مما يزيد من فرص العمل بالنسبة لهم، مع إنشاء الاعتراف المحلي والدولي بالخريجين، والمحافظة على مستويات متقدمة من جودة التعليم في علوم الحاسب ونظم المعلومات، وكذلك توفير فرص صناعة قيادة العملية التعليمية لتعكس الاحتياجات الحالية والمستقبلية للمهن.
وختم الدكتور تركي الغامدي تصريحه بأن تجربة كلية الحاسب الآلي في تحقيق المعايير العالمية لبرامجها تعتبر تجربة رائدة ومميزة بسبب صعوبة تطبيق تلك المعايير في الكليات الناشئة. مؤكدًا على أن هذا الإنجاز يجعل الكلية في مصاف كليات الحاسب الآلي ونظم المعلومات العريقة في المملكة. رافعًا شكره وتقديره لمعالي مدير الجامعة الدكتور حاتم بن حسن المرزوقي على دعمه ومساندة لتحسين جودة الأداء والتعليم بكافة كليات وأقسام الجامعة.