أقيم ضمن برنامج ( تواصل ) في كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة صبيحة يوم الأربعاء 25 / 1 / 1438 لقاء علمي حول (شعرية النص) ألقاه فضيلة الأستاذ الدكتور / عمر علوي بن شهاب الأستاذ بقسم اللغويات بالكلية .
وقد نبّه المحاضر في بدء اللقاء إلى أهمية الوقوف على المصطلح ؛ فافتتح حديثه بالتعريف بالنص، وتطرق بإيجاز لمناهج دراسته، مؤكداً على ضرورة الإفادة من اللسانيات الحديثة في دراسة النصوص الأدبية وتحليلها.
وأشار الدكتور شهاب إلى الارتباط الكبير الذي يجمع المناهج اللسانية الحديثة بالنقد الأدبي الحديث، وأنّ السبيل إلى تقنين النقد لا بد أن يتأتى من خلال مناهج دراسة اللغة.
وتطرق إلى مفهوم الشعرية، ممهداً لذلك بمقدمة استعرضت ولع العرب بالشعر، مؤكداً أنّنا لا نعرف أمة حفلت بالشعر كالأمة العربية قديماً وحديثاً، وأوضح أنّ تأريخنا النقدي يحفل بإشارات عابرة لمظاهر الشعرية - وإن كانت ترد في سياق المفاضلة بين الشعراء - مستشهداً بالمقولة المشهورة : أشعرُ الشعراء امرؤ القيس إذا ركب، والأعشى إذا طرب، والنابغة إذا رهب، وزهير إذا رغب.
وبيّن أنّ مصطلح الشعرية ظهر في باديء الأمر لدى نقاد الأسلوبية محمد عبدالمطلب وصلاح فضل وكمال أبو ديب.
واستعرض الدكتور عمر إلى أبرز معالم الشعرية التي يمكن استظهارها في لغة النص وتتمثل في الإيقاع الداخلي والتكثيف والانزياح أو العدول في اصطلاح النقاد القدامى.
كما نبّه في الوقت ذاته على أهمية قراءة البنية العميقة للنص، إضافةً إلى محاولة استحضار النص الغائب والكشف عن حضوره في النص انطلاقاً من منهج التناص.
واختتم لقاءه بالحديث عن إيقاع النص الداخلي، وأنّه من الممكن تقنينه كما صنع الخليل في تقنينه للإيقاع الخارجي والمتمثل في البحور الشعرية، منبهاً إلى إمكانية الإفادة من المقامات الموسيقية في هذا الباب للكشف عن جانب مهم من جوانب الشعرية في النصوص الأدبية.